الخميس، 11 مايو 2017

قصتي مع أهل القرية


قصّتي في القرية
          مرّ الزمان مع القرية القديـمة الأحدية بلا التطور. اسـمها كمفوغ امبون. منذ صغاري، ليس فيه كثير من التغيير إلّا زيادة أو نقصان عدد السكان خلال الزواج والـموت. إنْ لَـمْ أَكُن مـخطئا ست أزواج كانت احتفلت ودعتني حفلات الزفاف وغيرها فأنا كنتُ في الـجامعة أو في شغل آخر. وأمّا دعوة مـجالس تـحليل الأرواح، نادت جـماعة الناسس أنا وأبـي حضورها في قريتي تقريبا خـمس وثلاثين دعوة فحسب. وقريتي تقع بعيد عن الـمدينة، واختناق الـمرور لا أجدها إلا قليلا. جوّها نقية وصفية الـخلص بلا الضباب. نعمت الـحياة الاستنشاق بلا التلوّث. قريتي، الـحمد لله، أمان وسلامة من كوارث العالـم التي تـحدث في الـمناطق أو الولايات الأخرى مثل الفيضان، أو العاصفة، أو انزلاق الأرض، أو الزلزال.
          العمل في قريتي ليس مثل في الـمدينة. زحـمة بالـمصانع والشركات والأبراج والـمـحلات التجارية. بل إنّـهم عملوا في حقل الـمطاط وفي النهر صياد السمك وفي البستان أو خلف البيت زرع الـفواكه والنبات وفي البقالة بيع اللوازم العيش. كما العادة، في الصباح يظهر شعاع الشمس ضوئه وبدا العمّال يعملون في حقل الـمطاط. وبعضهم يصطاد الأسـماك. ولكن، إذا كان السحاب مغيم وكاد الـمطر هيطل عزيرا، الرجوع سبق العمال الديار قبل نزوله. وفي قديـم الزمان، بعضض أراضي واسعة من أفراد القرية زرعتْ وحصدتْ أشجار الفواكه الـخصبة. وحتّى اليوم ما دامت مثـمرة ومتكاثرة عندما جاء موسم الفواكه. تبادل أو تشارك العطاء من عادة أهل قريتنا حينما حان الـموسم ذلك. لا تباع الفاكهة إلّا بدْلـها بفاكهة أخرى. فاكهة متنوّعة ومتناثرة. لا أجدها إلّا هذا البستان إلّا في بيت صديق أبـي إلّا أمام منزل إمام القرية إلّا خلف دار يوسف. وعددًا كثيرًا أظنّ أعطانـي أهل القرية في تلك الفترة.
هاا.. في قريتي، طرف الشارع قرب الـمسجد كمفوغ أخر، هناك نـهر صغير. ماءه عذب وطهور. قد سبق لي أصيد الأسـماك مع عـمّاتـي في هذا النهر خـمس مرات، فحصلتُ على أربعة أسـماك. وأنا كذلك تسنّى لي أن أسبح مع زميلي يوسف في العطل الدراسية. وفي ثلث السبع من أيام الإجازة، قضيتُ أوقاتـي مع عائلتي في مساعدة عمل الـمنزلي.. وحبّذا يوسف الذي تـمكّن في كل عمل الـمنزلي وهو ابن في أسرته. هو مطبوخ ومصلح أثاث البيت ووسائل النقل ومزرعع وأيضا مسبح ومرسم. وفي رمضان، هو يسعد أن يعاون أهل الـمسجد في استعداد الإفطار للصائمين. وفي الأنشطة الاجتـماعية في القرية، هو مطاوع نفسه في إقامة هذا العمل مع الكهول والكبار. ما أربـحت أسرته تـملكه.
          وبـجانب ذلك، مصلى في قريتـي نشيط، يقوم بـحلقات القرآنية ومـجالس التعليم من أساتذة ومعلّمي الـمدرسة العربية الدينية. ورابع السابع من الأسبوع، عندنا الـمجالس التعاليم في تـحسين قراءة القرآن، والفقه والـحديث، والسيرة.. والكتاب الـمستخدم لتدريس مشهور لدينا مثل: في الآداب: تعليم الـمتعلّم، وغيره وفي التصوّف مثل: بداية الـهداية، تنبيهه الغافلين، سفينة النـجا، وفي الفقه: فقه الـمنهجي، وغيره، وفي التـجويد: أساس التـجويد، وغيره. وجـماعة مـجالس التعليم لا تكون مـملة بـالشروح والتعاليم منهم. في كل عيد، إمّا عيد الفطر أو عيد الأضحى، حضر في الـمصلى ما يقارب من سبعين مسلما أداء صلاة العيدين والاستماع إلى الـخطبتين بعدهـما. وحوار بين أهل قريتي مؤخرا، إن شاء الله في القادم،، هذا  الـمصلّى سيُقام بصلاة الـجمعة.
          وأنا قبل هذا، درسْتُ في الـمدرسة الثانوية الدينية جنور، تقع حوالي ١٢ كيلومتـرا من قريتي. وكنتُ سكنْتُ في داخل الـمدرسة مع زملائي. ومدرستي قد تُبْنى لإنشاء التعليم الدينية الإسلامية العربية في تلك الـمنطقة. فلا أجد الـمدرسة العربية قريبة من قريتي إلّا ٣٠ كيلومتـرا بعدها. فلذلك، بقيتُ فيها وحتّى الصف الثالث من الثانوي ثـمّ انتقلتُ إلى الـمدرسة الأخرى. والـمعلّمين والـمعلّمات اللغوية العربية هنا، معظمهم متخرجّين ومتخرّجات من الأزهار والأردن والـمغرب. الـمدرّسون والـمدرسات إن درّسني مادة اللغوية فأتقنها. ولا أقول أنّ مادة غير اللغوية غير مهمّة، ولكنّ بسبب رغبتي فيها. وما الـمادة أحبّها سوى النحو ولا حبّذا طالب به. وأتـمكّن بـها حتّى أصبحْتُ مرجعًا لطلاب الكبارر في ذلك العهد. والآن، عندما رجعْتُ إلى قريتي، فأنا أشارك الكلمات العربية مع أهل القرية حتّى يـمكن أن يفهم ما قرأ فيي القرآن.
          قريتي دائما تشترك في مسابقة أربع كي (4K) النظافة، والزينة، والصحيّة، والسلامة بين منطقة جنور، بـهانج كل عام. وإن لـم خانتْ ذاكرتـي أنّـها فارتْ فيها بالـمركز الأوّل في السنة ٢٠١٢. فهذا الدليل أنّ أهل قريتي يتعاون ويساعد بعضا بعض في تكوين البيئة الـجميلة والزينة والـنظيفة والسلامة. وحسبتُ هذه القرية أيضا لا سبقتْ لـها في استقبال الطلبةة الـجامعية في برنامج ابن التبنـي (program anak angkat). لعلّتْ وكالة من الـمنطقة أن سُنِحَتْ لقريتنا فرصة في اشتـراك هذا البرنامج الـمفيد. وبعض أهل قريتنا الذي قد حضره الصحافي من قناة التلفاز وجرى بينه عن نـجاحه في صناعة آلات الصياد. وهو لازم معنا في إصلاح آلات الصياد إِنْ طُلِبَ منه ذلك.
          فلا أؤد أن أطيل قصتّي بالكلمات الـمزخرفة والـرائعة والـمجذبة. وأكتفي بـحكايتي الـموجزة وأرفق الطيب والـخير للذي يقرأ قصتي العادية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق